أرشيف

النائب الحميري يتحدث عن أسباب استهداف تعز ويؤكد أن الثورة في طريقها إلى النصر (الجزء الأول)

يؤكد الشباب بمحافظة تعز وكل مثقفيها والمنتمين إليها تمسكهم بخيار السلمية حتى انتصار الثورة الشبابية الشعبية التي انطلقت من هذه المحافظة مساء الحادي عشر من فبراير الماضي، وبالرغم من الهجمة الشرسة التي منيت بها تعز ومارستها قوات النظام تجاه ثائريها حتى كانت محرقة ساحة الحرية وتلتها استهداف المحافظة بمختلف الأسلحة الثقيلة التي تتمركز في أكثر من موضع يطل على المدينة، مما أدى إلى سقوط 154 شهيداً بينهم 8 نساء وأكثر من عشرين طفلاً، لتكن مجزرة مصلى النساء هي الجريمة الأكثر بشاعة في تاريخ الأمة المعاصر. 
 وللوقوف أكثر حول أسباب استهداف تعز بهذه الوحشية ومن المسئول عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق أبناء المحافظة ولماذا تأخر الحسم الثوري حتى اللحظة وما دور أبناء تعز في رسم المشهد السياسي لليمن في قادم الأيام والبعد السياسي من المبادرة الخليجية وغيرها من الاستفسارات التي تناولناها مع العضو البرلماني المستقيل من حزب المؤتمر وعضو المجلس الوطني لقوى الثورة الشيخ/ محمد مقبل الحميري في حاوره المطول مع “أخبار اليوم”. 

*قتل متعمد تجاه أبناء تعز، استهداف للمدينة بالأسلحة الثقيلة، جرائم كثيرة ترتكب بحق هذه المحافظة وليس آخرها استهداف مصلى النساء بساحة الحرية وسقوط ثلاث شهيدات على الفور.. برأيك من هو المسئول عن هذه الجرائم ولماذا تعز؟

-لا شك أن المسئول عنها هو النظام، ثم اللجنة الأمنية والأخ المحافظ هو بمقدمة المسئولين، لكن يبقى النظام هو المسئول أولاً وأخير، كون الذين يتصرفون في تعز وفق توجيهات عليا، وبالتالي فإن استهداف تعز بهذه الطريقة يكشف عن مدى الحقد على هذه المدنية، مما حذا بالنظام إلى التكشير عن أنيابه وهو يمارس هويته بقتل أبناء تعز اعتقادا منه أن الثورة الشبابية الشعبية بمختلف المحافظات سيتم إخمادها بعدما تخمد في هذه المحافظة التي كانت الشرارة الأولى في إنطلاقها، فهو أراد أن يجعل منها عبرة للآخرين، وبدا هذا التكشير بمحرقة ساحة الحرية، بهدف القضاء على منبع الثورة وانتشار أبناء هذه المحافظة في كل ساحات الحرية وميادين التغيير بعموم محافظات الجمهورية. 
ما يرتكب في تعز من جرائم هي مؤلمة بكل المقاييس ويدمى لها القلب وبقدر ما هي مؤلمة هي أيضاً مخزية لكل من سفك وشارك وساهم وصمت عن هذه الجرائم التي تشن على أبناء هذه المدينة التي اتصف أهلها بالنبل وهم يقودون هذه الثورة السلمية التي زادتهم فخراً واعتزازاً وسوف يخلدهم التاريخ في أنصع صفحاته بياضاً وخاصة بالمواقف التي تسطرها عندما يستشهد أبنائها من أجل حرية هذا الوطن وكرامته وبالمقابل يكون ردها مزيداً من الرسائل السامية لكل أحرار العالم وأنها ستظل متمسكة بالسلمية حتى انتصار هذه الثورة المباركة. 

* جمعة 11 / 11 تم استهداف مصلى النساء بساحة الحرية وسقوط 3 شهيدات والجمعة التي قبلها شيع أبناء المحافظة جثامين 16 شهيداً.. هل تعني السلمية مزيداً من الشهداء ومن ثم كيف تقرأ حادثة قتل النساء وهن في انتظار الصلاة؟


ـ تعز بهذه التضحيات تصنع المستقبل لهذا الوطن وهي تجود بأرواح أبنائها من أجل تحقيق هذه الغاية والجود بالروح أغلى ما في الدنيا، وهذا النظام تبخس هذا الإنسان، لذلك نقول إن السلمية لا تعني مزيداً من الشهداء، فكلما سقط شهيد فإن هذا النظام يقرب أجله ومهما يكن فإنه لن يستطيع أن يقتل الشعب اليمني كله، ما حدث في جمعة 11 /11 من قصف بالسلاح الثقيل على مصلى النساء في ساحة الحرية جريمة تعجز اللسان عن وصفها، كونها على أناس بل على نساء وهي الجريمة التي لم يشهد اليمن لها مثيلاً عبر تاريخه القديم والحديث، فهي فاجعة كبرى ليس على القتل ولكن على ما اكتشفناه من انحطاط أخلاقي لا مثيل له في العالم لمن حكمونا عقوداً من الزمن وبهذه الجريمة كان يعتقد النظام أنه سيرهب حرائر اليمن ولكن ذلك زادهن عزيمة وثباتاً على المضي بالثورة السلمية قدماً مع إخوانهن الأحرار حتى النصر، والدليل على ذلك هذه الحشود المتزايدة لحرائر اليمن بعد الجريمة في مختلف الميادين والساحات، وأعتقد أن الذين لازالوا مع النظام ولم تحرك ضمائرهم هذه الجريمة الشنعاء عليهم أن يعرضوا ضمائرهم للفحص عند أطباء ضمائر متخصصين. 

*إلى متى سوف تستمر هذه التضحيات وخاصة في تعز؟


ـ أمام هذا الصلف الذي يمارس تجاه تعز لا يسعنا إلا أن نصبر ونؤكد على سلمية ثورتنا، ونشير هنا إلى أن العسكري الذي يقوم بإطلاق النار على المواطنين هو أيضاً ضحية لهذا النظام، لأنه يقتل ويكاد لا يمتلك قوت يومه وليلته، بذلك هو ضحية لأنه يقبل بالذل وبالتالي يوجه بندقيته لمن خرجوا من أجل كرامته وأرادوا له الخير وتحريره من الظلم الذي هو فيه. 


*يعني عمليه قتل أبناء تعز سوف تستمر وقد تطول إلى ما لا نهاية؟


ـ تعز لن تبقى على هذا الحال إلى مالا نهاية ومثل شهداء تعز هم أيضاً الشهداء في كل محافظات الجمهورية اليمنية والكل يتذكر مجزرة جمعة الكرامة التي حدثت في العاصمة صنعاء، ونقول للنظام ومن شاركه في قتل أحرار اليمن في كل اليمن إن نهايتكم سوف تكن من تعز هذه المحافظة التي ستظل متماسكة بسلميتها وتعز عملاقة بالتضحيات والكبير قدر له أن يون كبيراً على الدوام وتعز لأنها كبيرة فإن تضحياتها كبيرة وإن شاء الله الفرج قادم لا محالة، وكما علمنا التاريخ أن النصر في النهاية ويكن للخير وليس لمن استباح الدماء وعاث في الأرض فسادا. 

ـ بصفتكم كأحد مشائخ ووجهاء تعز لماذا الصمت تجاه هذه الجرائم والتي تزيدها الأيام أكثر شدة من ذي قبل؟


ـ نحن لسنا صامتين، أبناء تعز متحركون داخلياً وخارجياً ليلاً ونهاراً، أبناء تعز في كل ساحات الثورة وميادين التغيير، هناك من يخاطب حقوق الإنسان، هناك الأصبحي وتوكل كرمان والقباطي وغيرهم كثير في الخارج وهناك الذين في الداخل والكل يعمل لما فيه خدمة الوطن بالرغم من المحاولات المتكررة لاستهداف أبناء تعز، مع ذلك فإن ما يحز في النفس أولئك المحسوبين على تعز ولا يزالون في خدمة أزلام النظام، يعتقدون بأنفسهم كباراً وهم للأسف صغاراً، ونقول لهؤلاء الناس اتقوا في أنفسكم أنتم أضريتم بأنفسكم وبتاريخكم وبتاريخ أسركم وحتى بتاريخ المدينة بشكل عام، أنتم تعلمون أن رسائلنا سامية وثورتها سلمية وهناك من يسفك دماء أقاربكم في تعز خاصة واليمن بشكل عام، ما كنا نتمنى لهم أن يكونوا بهذا الموقف كونهم في الأول والأخير منا وفينا ولكن قدر الله وما شاء فعل. 

 


ـ الثورة متمسكة بالسلمية والنظام يحاول قتل هذه السلمية بقتله للمتظاهرين وحتى المواطنين.. لماذا؟


ـ هذه هي سياسة النظام هو يمارس علينا سياسة القتل ولكن قل لي : هل رأيت نظام يقتل ثم يقتل وينتصر.. وأحب أن أشير هنا في تاريخ 18 / 2 بعد انطلاق الثورة الشبابية تقدمت بمبادرة للرئيس صالح مباشرة وفيها تصور للخروج من النفق المظلم الذي سيمر به اليمن ونشرته عدة صحف ومواقع الكترونية وطرحت فيها العديد من النقاط وشرح مفصلاً عن الأسباب التي خلقت الوضع المتأزم في اليمن بوقتها وحملت فيها شخصياً النظام وكافة أركانه المسئولية فيما وصلت البلد إليه، وكان هذا في بداية شرارة الثورة، وأكدت في حينها بأهمية أن يكن حبنا لليمن كبيراً وتقديم العديد من التنازلات، لأن استمرار الأزمة على حالها سوف تجتاح الأخضر واليابس ولن تبقي ولن تذر وخاطبت الرئيس نفسه بذلك، وأعلمته بتقديم استقالتي في حالة استمرار الوضع على حاله ومع ذلك ظل الوضع قائماً وتفاقمت المشاكل أكثر، فالنظام تعود على أن يأمر ويطاع دون أن يناقشه أحد من الناس. 

* إذا ما انتقلنا من قتل المتظاهرين والمواطنين إلى القصف الذي تمارسه قوات الحرس على تعز وخاصة في المساء، برأيك لماذا تصف المدينة بأسلحة لا تستخدما الدول الأخرى إلا مع حروبها مع دول متكافئة؟


ـ النظام يريد أن يشفي غليله من تعز والذي يقصف تعز من أفراد قوات الحرس وخاصة في الليالي المقمرة هم بلاطجة وكأنهم لا يستطيعون النوم إلا بعد ممارسة هويتهم المفضلة،, بالله عليك ما هي المبررات والأعذار التي يقتنع فيها كل من يزال موالي للنظام وقوات الحرس تقصف المدينة من هذه الأسلحة وبهذا الشكل العنيف، وإذا سلمنا وعلى حسب قولهم أنه يوجد شخص أو شخصان يحملون سلاح ( آلي ) أو اثنين هل هذا مبرر لقصف المدنية بصواريخ الموتور والمدفعية والدبابات !! هذا لم يحصل في التاريخ ولا في أي مكان في الدنيا، عجبي لمن يخذل نفسه ولا يخاف الله في قتله للأبرياء ومع ذلك ستظل تعز صامدة ولن تركع مهما استخدم هذا النظام من أساليب وارتكب من جرائم تجاه تعز. 


* شيخ محمد هؤلاء الناس لمصلحة من يقتلون الأبرياء. 


ـ هؤلاء القتلة فقدوا كل شيء ويعتقدون أن خلط الأوراق سوف ينقذهم وما علموا أن الشعب قد لفظهم وأصبحوا في مزبلة التاريخ، الله تعالى أراد لهم الشقاء وما قرأوا قول الحبيب عليه الصلاة والسلام من قبل نفس فقد قتل الناس جميعاً فما بالك من قتل بالمئات، هؤلاء في الدنيا لهم خزي وسوف يمثلون أمام المحاكم والقانون والقضاء وسوف نلاحقهم قانونياً، وفي الآخرة سيقفون بين يدي رب العالمين ومع ذلك نذكرهم بأن باب التوبة لا يزال مفتوحاً وعليهم بتدارك أنفسهم قبل فوات الأوان، وبعض هؤلاء الناس كنا نؤمل فيهم خيراً ولكن حسابات أخرى غلبت عليهم وأصبحوا يدورون في فلك لا يعرفون كيف يعودون إليه. 

* ثورة الشباب التي تقترب من شهرها العاشر.. برأيك لما لم تحسم إلى الآن؟


ـ بفضل الله تعالى أن هذه الثورة لم تنجح سريعاً، لان اليمن كان خليطاً فهذا النظام كان قد أفسد الحياة بين الناس بين الأحزاب بين القبائل وفي كل شيء ونحمد الله تعالى أن الحسم تأخر حت سفكت الدماء وتزايدت الآلام ولكن الله تعالى قد يريد الخير لليمن بهذه الفترة الطويلة والتي أيضاً أكد للجميع بأنه لا يمكن لأي فئة أو حزب بعد الآن أن ينفرد بحكم اليمن مستقبلاً وبالتالي فإن كافة أطراف المجتمع بحاجة إلى بعضها البعض ولا يمكن أن يدعي طرف من الأطراف أنه من حسم الموقف، كون من حسمه هم أولئك الشباب أهل الصدور العارية الذين يجدون بأنفسهم وهو أسمى غايات الجود. 
طبعاً البعض يعتقد أن تأخر النصر سببه هو انضمام بعض القوى إلى الثورة، كما علي محسن الأحمر وغيره وهذه إشاعات خرجت من مطبخ النظام، ولولا انضمام هؤلاء الناس إلى ثورة الشباب وتحديدا بعد مجزرة جمعة الكرامة لكان النظام تمادى في جرائمه كثر من ذلك، كما انضم صادق الأحمر وغيره ويجب علينا أن نشكر لهم هذا الموقف النبيل بوقوفهم مع الثورة، يقال بأنهم التفوا على الثورة وأن ثورة الشباب خطفت، متى كان يعترف النظام أنها ثورة، لماذا اعترف إلا لما خرج هؤلاء الناس، ثم يقول الذين انضموا إلى الثورة بما فيهم أعضاء مجلس النواب – وأنا واحد منهم – قد طهروا المؤتمر،, نقول عجباً.. طهروا المؤتمر وأولئك الذين ينهبون المليارات موجدين هم أناس يطهرون،, أعتقد أن كلامهم كما قوم لوط الذين كانوا يرتكبون الجرائم والمنكرات التي لم تعرفها البشرية من قبل، وعندما وجدوا لوط وأسرته يتطهرون وينهونهم عن المنكرات، ماذا كان موقفهم، قالوا أخرجوا آل لوط ما ذنبهم إنهم أناس يتطهرون. 
صحيح أن الثورة طالت من منظور الثورة التونسية والمصرية، لكن من منظور الثورات العالمية والمطالبة بالتغيير هي لم تطل أبداً، ومن خرجوا من أجلها قد هيأوا أنفسهم حتى لسنوات طويلة، بالرغم من الجراحات بالرغم من الآلام، إلا أن الشباب صامدون في كل الساحات، ولا مخرج من هذه الساحات إلا بالتخلص من هذا النظام وتقديمهم للمحاكمة. 

 

المصدر: أخبار اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى